نَصٌ وآخر ... خارج النص

0 التعليقات



نزواتٌ عِشق مُغطاةٌ بالخطيئة , شبقُ اللعناتِ يسري في أوردتنا لكِنا نظلُ نمارس اللعنةَ حد الإنهاك , حد التعبِ وحد الإرتياح , تجتاحنا النزوات, تُسيرنا النزوات , تُمارِسُ بنا مالَذَ وسُّمَ من المُتعِ الخفية المرغوبةِ في الحرام .

نرتدي من الثيابِ أفخمها , لنقف أمام المرايا نباهي بنا أمامها تلكَ التي تعرفُ أصل الزِيفِ فينا والنفاق , هي تعكسنا لنا فنفرح ونبتسِم , وقد نُقبل أنفسنا فيها قبل الخروج .. ونمزح معنا قليلاً بعباراتٍ إطراءٍ ومديحٍ بائسة , والمرايا ساخرةً ترى دواخلنا فتضحك بخبثٍ مُشفقة علينا ..

أيها الزيفُ الممتدُ فينا إلى أقصى نخاعات الحقيقة ,
المُتفشي فينا كداء عضال في كل شرايين الممكنِ والمحال , 
أما لكَ أن تُغادر ولو قليلاً , فترتاح أنت من أقنعتنا ,
ونرتاحُ نحنُ من أصلكَ المَقيت؟

نسيرُ في الحياةِ فرحون , مغتبطونَ , يائسونَ , بائسون 
والمُتناقضاتُ تتلفَحُنا ثِياب شَكٍ و يَقين نَمضِي بالحياةِ 
وتمضِي بنا الحياة , إلى حيثُ منتهاها اللامرئي , 
اللا معروف , إلى اللا مكانِ نتجه , صَوبَ هاويةٍ عميقة , 
قد نرتطمُ بالمكانْ وبالزمان ,
فـ نصطكُ بصدى الآه لِـ تمتزجُ الآه بِنا فتحل محل زفراتنا وشهقاتنا أبدا...!

نغرقُ في العميق السحيق , لا طوقُ نجاةٍ 
لا صرخاتٌ لها صوتٌ لِتُسمَع أو تُجاب , 
فقط همسٌ تمنياتٍ معطوبٍ بِدواخلنا بدون ليت !
نصرُخ ونصرخ , فيرتدُ صدانا تثاؤباً يُغرقنا نعاساً ,
 نوماً , حلماً , موتاً بَطئ.

نحنُ على بابِ القيامة , كل شيءٍ موجِّعٌ ... !
مصطفونَ أسرابٌ من الخطايا , أسرابٌ من الآثام ,
أسرابٌ من كل شيء .. 
نُنْدهُ واحداً تلو الآخر ... بعضُنا يَذكُرُ آية , آيتين ,
حديثٌ أو دُعاءَ , قرآنٌ إنجيلٌ توراة ,
وربما هلوساتٌ إبتدعها من نفسه
أو من شيطانِ نفسه . 
الموقفُ عظيم , الأعين جاحظةٌ تترقب حسابها , 
عقابها , تطهرها , خلاصها غفرانها , جنتها أو نارها . 

الصبرُ موجِّع والآتي أوجع ,
أن يُنادى بِإسمكَ , 
أن يُذاع عملكَ المُخبأ هنالِك حيثُ بدأت مسيرةَ رحلتك..
وأن تفاجأ بكونكَ راسباً في كل الموادِ المُمْتحنِ فيها في الدنيا ,
عملك هنا تأشيرةُ مرورك  أو إقصاؤك ,
نتيجةُ تفوقكَ أو رسوبك ,
وأنت تأشيرتكَ طهرك , نقاؤك ,صِدقك
وكلُ ما فِيكَ مِنك من خِصالِ عِفتك .

ساميه جلابي

شاركني رأيك

 

جميع الحقوق محفوظة لـ الدرويشة السمراء