نزواتٌ عِشق مُغطاةٌ بالخطيئة , شبقُ اللعناتِ يسري في أوردتنا لكِنا نظلُ نمارس اللعنةَ حد الإنهاك , حد التعبِ وحد الإرتياح , تجتاحنا النزوات, تُسيرنا النزوات , تُمارِسُ بنا مالَذَ وسُّمَ من المُتعِ الخفية المرغوبةِ في الحرام .
نرتدي من الثيابِ أفخمها , لنقف أمام المرايا نباهي بنا أمامها تلكَ التي تعرفُ أصل الزِيفِ فينا والنفاق , هي تعكسنا لنا فنفرح ونبتسِم , وقد نُقبل أنفسنا فيها قبل الخروج .. ونمزح معنا قليلاً بعباراتٍ إطراءٍ ومديحٍ بائسة , والمرايا ساخرةً ترى دواخلنا فتضحك بخبثٍ مُشفقة علينا ..
أيها الزيفُ الممتدُ فينا إلى أقصى نخاعات الحقيقة ,
المُتفشي فينا كداء عضال في كل شرايين الممكنِ والمحال ,
أما لكَ أن تُغادر ولو قليلاً , فترتاح أنت من أقنعتنا ,
ونرتاحُ نحنُ من أصلكَ المَقيت؟
نسيرُ في الحياةِ فرحون , مغتبطونَ , يائسونَ , بائسون
والمُتناقضاتُ تتلفَحُنا ثِياب شَكٍ و يَقين نَمضِي بالحياةِ
وتمضِي بنا الحياة , إلى حيثُ منتهاها اللامرئي ,
اللا معروف , إلى اللا مكانِ نتجه , صَوبَ هاويةٍ عميقة ,
قد نرتطمُ بالمكانْ وبالزمان ,
فـ نصطكُ بصدى الآه لِـ تمتزجُ الآه بِنا فتحل محل زفراتنا وشهقاتنا أبدا...!
نغرقُ في العميق السحيق , لا طوقُ نجاةٍ
لا صرخاتٌ لها صوتٌ لِتُسمَع أو تُجاب ,
فقط همسٌ تمنياتٍ معطوبٍ بِدواخلنا بدون ليت !
نصرُخ ونصرخ , فيرتدُ صدانا تثاؤباً يُغرقنا نعاساً ,
نوماً , حلماً , موتاً بَطئ.
نحنُ على بابِ القيامة , كل شيءٍ موجِّعٌ ... !
مصطفونَ أسرابٌ من الخطايا , أسرابٌ من الآثام ,
أسرابٌ من كل شيء ..
نُنْدهُ واحداً تلو الآخر ... بعضُنا يَذكُرُ آية , آيتين ,
حديثٌ أو دُعاءَ , قرآنٌ إنجيلٌ توراة ,
وربما هلوساتٌ إبتدعها من نفسه
أو من شيطانِ نفسه .
الموقفُ عظيم , الأعين جاحظةٌ تترقب حسابها ,
عقابها , تطهرها , خلاصها غفرانها , جنتها أو نارها .
الصبرُ موجِّع والآتي أوجع ,
أن يُنادى بِإسمكَ ,
أن يُذاع عملكَ المُخبأ هنالِك حيثُ بدأت مسيرةَ رحلتك..
وأن تفاجأ بكونكَ راسباً في كل الموادِ المُمْتحنِ فيها في الدنيا ,
عملك هنا تأشيرةُ مرورك أو إقصاؤك ,
نتيجةُ تفوقكَ أو رسوبك ,
وأنت تأشيرتكَ طهرك , نقاؤك ,صِدقك
وكلُ ما فِيكَ مِنك من خِصالِ عِفتك .
ساميه جلابي
ساميه جلابي
شاركني رأيك