رسالة إلى اليمامة 1

هديل محمد الحضيف

لِـ هديل الحضيف مرةً أُخرى:

لكِ مالكِ .. من شوقٍ ومحبّة
أعتذِرُ لكِ عن طول الغياب ..
آسفة جداً إذ مضى وقت ولمـ أكتب إليكِ ..
أعرفُ أنكِ هناكَ تنتظرين رسالةً مِني
تطمئنينَ على حالي .. وتعرفين أخبار من هنا
دعكِ مِني .. دعكِ من كل من هُمـ هنا
وأخبريني عنكِ .. طمئنني كيفَ حالُكِ هناك
حدثيني عن الجنة .. عن الملائكة التي تحوم حولكِ
تحرسكِ على الدوامـ .. حدثيني عن راحة البال ..
فأنا أبحثُ عنها .. خبريني .. عن كل شيء

ليتكِ تُحدثينني عن الأصدقاء الذين لايتغيرون
عن الأصحاب النورانيون ..
خبريني عن كل شيءٍ يتصف بالوفاء ..
عن أناس لايصيبهم الأفول ..

هديـل .. أعرفُ أن رسالتي هذهِ فيها بعض من التخبط
وربما بعض الأخطاء ..
أنا أكتُبُ إليكِ من الأرض .. الساعة الرابعة فجراً
أصابني الأرق ..
الأرقُ وهجر الأصدقاء ..
أكتُبُ إليكِ .. وأنا في شوقٍ لأن أكون معك
بمكانٍ أرفع جداً من هنا ..
أنظُر إلى كل الذينَ خذلوني وتخلوا عني
بِعينٍ ملؤها النصر .. لأول مرة .. أنتصرُ عليهم..
أُغادرهمـ لأكونَ معكِ .. معكِ ومع كل الأصدقاء
النورانيون .

قاتمةُ الأرضُ دونكَ ي هديل
قاتمة .. ولا أحد فيها يُشبهنِي لأبقى
ولا فيها أنا أُشبهُ أحداً لِيبقى ..
كُلنا مختلفٌ عن الآخر ..
نُصادقُ بعضنا يوماً .. إثنانِ .. وربما عاماً واحداً
وإن طال الأمد .. نفترِق ..

رُغم أنكِ كُنتِ من بلادٍ وأنا من أخرى
إلا أنكِ كُنتِ الأقرب إلي ..
ورغمـ أنكِ صعدتِ لأعلى ..
وتركتني هنا وحيدة .. إلا أنكِ ما تزالين هنا
قريبة ...

أنتِ الشخص الوحيد .. الذي
كانت المسافات الطويلة بيننا
تزيدنا قرباً .
‫#‏رسالة_إلى_اليمامة