الوقت يمضي

الوقتُ يمضِي ياصديقي ..
يمضي وأنا أكبر كل يومٍ وتتجعدُ ملامِحي وأزدادُ حزناً !
ليسَ حزناً على الجراح التي أصابتني بها سهام البشر !
وإنما حزناً ياصديقي على كل مالم أعرفه في أيامٍ مَضت
وعلى مالم أعرفه اليوم ومالن أعرفه غداً .
أحزنُ ياصديقي على كتابٍ سأغادر دون أن أقرأه !
على كاتبٍ لم يولد وما كان بِإستطاعتي أن أقرأه .. على قارئٍ لم يقرأ حرفاً لي قَط .
أحزنُ ياصديقي إذ تمضي الحياةُ ومازلتُ ألتفتُ لما مضى
وأحزن على مالم أعرف دون أن أسعى لأن أعرفَ
حتى أخفف من حزني وتحسري.
الوقتُ يمضي ياصديقي ونحنُ مازلنا لانتغير ,
ولأننا مازلنا سطحيون متعمقونَ في ذكريات الماضي و الحنين.
يوماً بعد آخر , تشيخ أحلامنا , أفئدتنا , نحنُ نهرم والحياة تشيخ .
أتدري شيئاً ياصديقي ..
ربما لو عدتُ عشرون عاماً الى الوراء ,
لقرأت أكثر ولَـإطلعت على أشياء كثيرة بعمقٍ أكبر ,
لنظرتُ الى الدنيا برؤىً مختلفة ,
ولأعطيتُ الفرصةَ لعقلي في لتفكّرِ بِأمر القلب أكثر.
تمضي الأيام ياصديقي ..
وأنا مازلتُ هنا بالحياة والحياةُ ليست بي..
صديقي لاتخف عليّ .. أعدكَ أن سأعمل على أن أعرف كيفَ أعيشها .. وتعيشُ بي ..
سأتعلم  وسأعرف ياصديقي ..
فلا شيءَ سوى المعرفة سَيشعرنني أنني على قيد الحياة ..
وليس أقدر من الجهل شيئاً سيجعلني قيد الممات ..
سأعرف ياصديقي علّ بمعرفتي أظلُ شابةً فتية لاتجعدني تضاريسُ الأيامِ ولا خِذلان الأحبة ولا سطحية الأشياء .

ساميه جلابي
3/4/2012م