تقرير : سامية جلابي

0 التعليقات


باحثة سودانية تنال براءة الملكية الفكرية عن سيادة القلب على الدماغ
تقرير : سامية جلابي

الخرطوم، 22/ 9/ 2012 (سونا) دوماً ما قُرِنا بِبعضِهما بَعضاً ، وإرتبطا ببعضهما إرتباطاً وثيقاً رغم الجدل الذي دار حول وظائفهما في جسدِ الإنسانِ .. (العقل والقلب) آيتانِ من آياتِ الله طالما كانَتا سبباً لِتأمل المتأملين وتفكر المتفكرين وتدبر المتدبرين في عظمة إبداع الخالق.
فرضية الوعي بين القلب والدماغ بحث علمي سوداني حديث ، نالت به د. آمنة محمد صالح الفكي براءة الملكية الفكرية من جامعة أريزونا
يُفند البحث تلك النظريات والأبحاث الطبية التي كانت تجزم أن الحركة الإرادية تصدر من خلايا الدماغ ، ومن خلال بحثها هذا إتضح أن المخ وقاع المخ هما مصدر الحركة اللا إرادية فقط ، وأن الدماغ يستجيب لأوامر القلب ويقوم بتنفيذها فوراً باشاراتٍ مردودة إلى العضو المراد تحريكه. وفي حالة الوعي هناك ثلاثة مراكز اساسية هي القلب والدماغ والعضو، يقوم القلب بصناعة الأفكار وتحليل الأفكار الواردة من داخل و خارج القلب وإدراكها ومن ثم إرسالها إلى الدماغ فتتلقى جميع مراكز الدماغ اشاراته، وأهم المراكز مراكز الحركة الإرادية والتي تتلقى الإشارة فيتلقى مركز من مراكز الدماغ الحركي الاشارة فيقوم بدوره بإرسال إشارة مردودة عكسية الى العضو الذي نشط مركزه ليقوم باداء الحركة، مثلا في حالة اليد كالكتابة او الرسم، وفي حالة الرجل المشي أو ما شابهه.
وهذه الفرضية تعتبر الرائدة في عصرنا الحديث والقديم إذ تُبين أن وظيفة القلب معرفية وعاطفية، وأنه عضو حساس يرسل ويستقبل الإشارات ويعي ويدرك ويفهم ويفكر، وله ذاكرةٌ أيضاً. ومسألة الذاكرة قد أثبتتها كثير من حالات وهب القلب، فعندما يُوهب شخصٌ ما قلب أحدهم يستطيع أن يرى تفاصيلا من حياة الواهِب ، وقد يكتسِب بعضاً من صِفاتِه ومواهِبه كما حدث مع كثير من الحالات.
وبذلك أثبتت أيضاً أن القلب ليس مضخة للدم فحسب، إذ أن القلبَ يَسمع ويُبصِر ويُفَكِر ويُقرِر ويتذكر ويُصدر الأوامر. وقد إستندت الباحثة في فرضيتها إلى آياتٍ من القرآن الكريم منها " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُون" الأعراف:179، وايضا " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" الحج:46.

فهذه الآيات وهذه الفرضية إن دلت على شيء فإنما تدل على أن القرآن الكريم هو مصدر كل العلوم الإنسانية والتشريعات، وفي شتى المجالات التي أُكتِشِفت والتِي لم تُكتَشف بعد والتي ربما لن تُكتَشفَ أبداً

"وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" الإسراء
وإذ نتفكر في أمر القلب والعقل معاً فَإننا نجد أن القلبَ جناح الروح، وأن العقل جناح البدن، وأن كلاهما لا غنى لأحدهما عن الآخر، ونحنُ كما الطيور لا يمكن لها التحليقُ بِناقِصِ جناح، فلا يمكننا أن نتتخذ رأياً صائباً بِعقلنا مالم نستفتِ قلبنا، ولا أن نميز بين المحبّةِ والبغضاء أو نعرف الفرق بين الطيبِ والخبيثْ دون أن نسُمِع عقلنا خفقاتَ قلوبنا، فالعقلُ كلٌ من القلبِ والقلبَ كُلٌ من العقل كِلاهما للإنسانِ جناح.



شاركني رأيك

 

جميع الحقوق محفوظة لـ الدرويشة السمراء


تصميم : TNB | تعريب وتطوير : أسماء || أم نضال ||