أدون الفراغ 14/3/2012

0 التعليقات
الأمس مر بدون شيء جديدٍ يُذكر , لن أكتب مذكراتي لهذا اليوم كنتُ  أقول ذلك البارحه, كنت أردد لا أستطيع الكتابة , لا أحد يدون الفراغ !
وأعد نفسي بِأن الغد سيكون يوماً مناسباً لأن أسطر حكاياتٍ جديدة في دفتر مذكراتي العتيق , ذاك المنذوي وحيداً صامتاً منذ فترةٍ ليست بالقصيرة , ينتظرني أن أقطع صمتي لأعلمه الكلام.
وهاهو الغد الذي وعدتُ نفسي  به بالأمس قد جاء !
جاء مُحملاً باللاشيء في مجملِه وتفصيله ...
جاءَ كما كل الأيام , كما السنون الخواء ...

إستيقظتُ الساعة الثانية عشرة ظهراً , نمتُ كثيراً هذا اليوم فقد كنت مرهقةً من السهر , من القراءة , من الفراغ , من التحدث عبر الزجاج !

مع أصدقاء إفتراضيون , وحدي أشعرهم ولا أراهم , يراهم الزجاج لكنه لايشعر بهم ... أصدقاء حقيقيون ... يمضون طوال الليل معك , يتناقشون معك دون ملل , وان اردت التحدث اليهم في اي وقت ماعليك سوى أن تضغط لايك , أو بوك , فيأتونك مسرعون .

كانت السهرة معهم جميلة , لكن متوترةٌ بعض الشيء ,
مصحوبةٌ ببعض القلق الناتج عن البقاء لفترةٍ طويلة ممدةً أمام ذاك الزجاج المضيء ..
أو هو ممداً أمامي ... أو فوقي
أنظر اليهِ دون أن أشيح ببصري ولو إنشاً بعيداً عنه .

أمي في الصباح كانت تتحدث إلي , لم أسمعها !
لكن اللاوعي مني كان يُجيب , هي  طلبت الي ان اقوم ببعض الأشياء لأنها خارجة ..
واللا وعي اجابها بأن حاضر سأفعل ,قبلتني أمي ومضت .

عندما حضرت أمي , كنتُ في نفس الوضع الذي تركتني فيه ..
كانت في حالة غضب مني , لم أعرف سببه , إلا عندما قالت : لمّ لم تفعلي ماطلبته منكِ , ماذا سنأكل اليوم , لقد اعتمدت عليكِ في صنع الغداء , لو كنتِ أخبرتني انكِ مشغولة , كنت جهزته قبل ان أخرج , لمّ قلتِ نعم , ان كنتِ مشغولة إلى هذا الحد ... عمّنِي الصمت , والحياء ... لم أرد عليها لأنني كنت مشتتة جدا , وسألت نفسي , متى قالت لي هذا الكلام , متى طلبت مني , وهل فعلاً أجبتها .
خفتُ من نفسي جداً ...  ربما هذه الشاشة تسحب ذواكرنا , ربماقد تقدنا قريباً إلى أحضان الجنون .
عينايّ إهترئتا من التجوال داخلها, أرهقهما ترقب رسالة قد تطل  من البريد , أُدميتا من بعض الصفحات التي تحمل الشعارات السوداء وآيات الحداد .

و دفتر مذكراتي كان يرمقني بعينٍ غضبْ , كأنه كان يقول لي :
ما عدتِ تهتمين بي , فقط تدونين في تلك الآلة التي لاتشعركِ كما أفعل أنا .كان يقول لي , أنا لا أُضيء مثلها , لكنكِ بماتكتبينَ فيّ قد تجعلينني أُضيء, حزنتُ من نظرته تلك , لكنني تجاهلتُ كل ماحدث مع أمي ,تجاهلت حديث دفتري ورحتُ مرةً أخرى أتصفح آلتي الباهرة , أبيعها ذاكرتي وأنا .

إستيقظتُ هذا الصباح .. مترقبة أن يأتي الجديد الذي منيتُ به نفسي البارحة . وهل يأتي جديدٌ ونحنُ متسمرون أمام جهازٍ لاجديد فيه!

قاربت الساعة الثالثة عصراً ولاشيء يُنبئ سوى بالفراغ , الفراغ , وبعض الأفكار المُتراصةِ صفوفاً المتراكمةِ فوق بعضها .. المحبوسةِ مكانها تنتظر حريتها , والتنفيذ .لم ينتهِ اليوم , لكنني مللتُ الترقب , مللتُ الإنتظار , فقررت أن أعود لأدونَ أحداث فراغ اليوم الماضي ... وفراغ هذا اليوم الذي مازال يُمنيني بالغد الآتي .
وإلى أن يأتي
لن أهجر دفتر مذكراتي مرة أخرى , لن أتركَ شاشتي الساحرة أيضاً...سأدونُ كل حدثٍ أمر به هنا أو هناك ,
حتى لو لم يكن هناك أحدثٌ تهم ...
سأدون الفراغ .

ساميه جلابي

14/3/2012

شاركني رأيك

 

جميع الحقوق محفوظة لـ الدرويشة السمراء


تصميم : TNB | تعريب وتطوير : أسماء || أم نضال ||