![]() |
سافو - أولشاعرة في التاريخ |
في
الفترة التاريخية التي ولدت فيها، ولد بوذا شاعر الهند العظيم، وحكم
نبوخدنصر بابل، وراح حكماء الإغريق السبعة ينطقون بحكمتهم الخالدة، وماج
العالم واضطرب بتقلبات سياسية، فهب بستميك فرعون مصر يحارب الآشوريين،
واستولى كيروس مؤسس إمبراطورية فارس على السلطة.. لكنها وسط كل هذه الأجواء ظلت على عهدها تنشد أغاني الحب والحياة.
سافو أول شاعرة عرفها التاريخ الإنساني، لم يعرف الأدب العالمي شاعرة أخرى قبلها ولم تلحق بها شاعرة إلا بعد وفاتها بمئات السنين لتظل سافو أول رائدة وألمع اسم في تاريخ الأدب النسائي حتى الآن. كانت سافو في عصرها والعصور التالية لها أشهر امرأة في اليونان كلها وكانت أشعارها وأغانيها تدور على كل الألسنة وكان سقراط أعظم فلاسفة العالم القديم يسميها سافو الجميلة.
كتبت سافو الشعر في وقت كان يسيطر على الأدب الاغريقي تأثير هوميروس والشعر الملحمي بشكل عام. مع ذلك فإن يد الشعر الغنائي كان أقدم ولعب دوراً مهماً في التاريخ الاغريقي. وقد عرف هذا النوع من الشعر عودة ناجحة خلال زمن سافو.
قبل هذه الشاعرة استعمل الشعراء مثل اريكيليكس القصيدة الغنائية لتحدي القواعد الاجتماعية
نضجت سافو في سن مبكرة وأصبحت معروفة بقدرتها الفنية العالية قبل أن تبلغ العشرين، من عمرها وكان لها نشاط سياسي مؤثر أدى لتعرضها للنفي من مدينتها لسبوس مرتين (ناقصات العقل والدين لم يمتنعوا ابدا عن العمل السياسي): كانت الأولى وهي في سن التاسعة عشرة وكانت الثانية وهي في سن الحادية والعشرين وكان حكام مدينتها يخافون من تأثيرها على الرأي العام والتفاف الناس حولها وجرأتها الدائمة في إعلان أفكارها السياسية، بالاضافة الي معارضتها لكل ما ترى فيه شراً وخطراً على أهلها وشعبها.
وهكذا لم يمنعها اهتمامها بعاطفة الحب، وما يدور حولها من مشاعر وأحاسيس من أن تكون صاحبة رأي، وأن تشارك في الحياة العامة مشاركة جدية وإيجابية وبذلك ضربت سافو مثلا تاريخيا مبكرا للفنان الذي يرفض أن يسجن نفسه في مشاعره الخاصة وعواطفه الذاتية أو أن يعيش في عزلة عما يدور حوله من أحداث وما يعانيه الناس من هموم ومشاكل.
وقد عادت سافو من منفاها بعد خمس سنوات، وذلك بعد أن أصبح اسمها على كل لسان في مدينتها لسبوس، وبعد عودتها أصبحت من القوة بحيث لم يعد أحد قادرا على أن يمسها بسوء أو ينفيها مرة أخرى فقد تحولت إلى شخصية بارزة في المدينة وأصبحت زعيمة للفن والذوق والتأثير الوجداني على الجميع، وقد تزوجت من تاجر ثري في مدينتها اسمه (أندروس) وأنجبت منه ابنتها الوحيدة كلايس ، وكانت تقول عنها إنها تشبه الزهرة الذهبية وانها لا يمكن أن تفرط فيها ولو أعطيت بدلاً منها تاج مدينتها الغالية.
توفي زوجها بعد سنوات قليلة من الزواج، وورثت عنه ثروة ضخمة أتاحت لها تفتح أول مدرسة معروفة في التاريخ لتعليم الفتيات فنون الشعر والموسيقى والسلوك المهذب.
في هذه المدرسة كانت سافو هي الأستاذة الأولى والوحيدة فهي لم تكن فقط شاعرة، بل كانت ذات موهبة موسيقية كبيرة وصاحبة صوت جميل وعذب. ولذلك كانت تكتب قصائدها وتلحنها وتغنيها (كلنا بننبهر بمن ذلك الان مع كل التكنولوجيا المتاحة)، انفردت بأضافة وزناً جديداً إلى الأوزان الشعرية التي كانت شائعة في عصرها معروفاً حتى الآن باسمها وهو الوزن السافوني في الشعر اليوناني.
علاقتها بتلميذات مدرستها كانت علاقة حميمة مليئة بالعاطفة الإنسانية مثل أشعارها الجميلة، فقد كانت الشاعرة حقا محبة لتلميذاتها وفية لهن تأخذ عملها في تدريبهن على الغناء والموسيقى والشعر والرقص مأخذ الجد وكانت أشعارها العاطفية حول تلميذاتها صادقة في التعبير عن العواطف الطبيعية والتي تنشأ عن عمق الألفة والتفاهم والمشاركة في الاحساس بجمال الطبيعة وجمال المشاعر الإنسانية المختلفة، وكان هذا مصدر النغمة العاطفية العالية في قصائدها. (هل سبقت علم النفس الحديث وعلماء السلوك الانساني؟)
لم يبق من شعر سافو سوى قصيدتين كاملتين هما «الى المحبوبة» و «انشودة الى أفروديت» وشذرات من قصائد كثيرة تدلّ على ان شعرها لم يكن قليلاً، وقد تعرض لحروب متصلة ودائمة وببلغ من قوة أعدائها والذين أساءوا فهمها أن الكنيسة أمرت سنة 1073م بإحراق أشعارها جميعا، ورغم هذا الحريق فقد احتفظ الناس في وجدانهم بما بقي من
هذا الشعر وحرصوا عليه أشد الحرص.
الطريف اكتشاف الباحثين عن الآثار في مصر عددا من قصائد (سافو) في التوابيت وأصبحت هذه القصائد جزءاً من تراثها المعروف الآن (تخيلوا كم كانت رائعة لدرجة ان يأخذ البعض شعرها معهم الي القبر).
سافو أول شاعرة عرفها التاريخ الإنساني، لم يعرف الأدب العالمي شاعرة أخرى قبلها ولم تلحق بها شاعرة إلا بعد وفاتها بمئات السنين لتظل سافو أول رائدة وألمع اسم في تاريخ الأدب النسائي حتى الآن. كانت سافو في عصرها والعصور التالية لها أشهر امرأة في اليونان كلها وكانت أشعارها وأغانيها تدور على كل الألسنة وكان سقراط أعظم فلاسفة العالم القديم يسميها سافو الجميلة.
كتبت سافو الشعر في وقت كان يسيطر على الأدب الاغريقي تأثير هوميروس والشعر الملحمي بشكل عام. مع ذلك فإن يد الشعر الغنائي كان أقدم ولعب دوراً مهماً في التاريخ الاغريقي. وقد عرف هذا النوع من الشعر عودة ناجحة خلال زمن سافو.
قبل هذه الشاعرة استعمل الشعراء مثل اريكيليكس القصيدة الغنائية لتحدي القواعد الاجتماعية
نضجت سافو في سن مبكرة وأصبحت معروفة بقدرتها الفنية العالية قبل أن تبلغ العشرين، من عمرها وكان لها نشاط سياسي مؤثر أدى لتعرضها للنفي من مدينتها لسبوس مرتين (ناقصات العقل والدين لم يمتنعوا ابدا عن العمل السياسي): كانت الأولى وهي في سن التاسعة عشرة وكانت الثانية وهي في سن الحادية والعشرين وكان حكام مدينتها يخافون من تأثيرها على الرأي العام والتفاف الناس حولها وجرأتها الدائمة في إعلان أفكارها السياسية، بالاضافة الي معارضتها لكل ما ترى فيه شراً وخطراً على أهلها وشعبها.
وهكذا لم يمنعها اهتمامها بعاطفة الحب، وما يدور حولها من مشاعر وأحاسيس من أن تكون صاحبة رأي، وأن تشارك في الحياة العامة مشاركة جدية وإيجابية وبذلك ضربت سافو مثلا تاريخيا مبكرا للفنان الذي يرفض أن يسجن نفسه في مشاعره الخاصة وعواطفه الذاتية أو أن يعيش في عزلة عما يدور حوله من أحداث وما يعانيه الناس من هموم ومشاكل.
وقد عادت سافو من منفاها بعد خمس سنوات، وذلك بعد أن أصبح اسمها على كل لسان في مدينتها لسبوس، وبعد عودتها أصبحت من القوة بحيث لم يعد أحد قادرا على أن يمسها بسوء أو ينفيها مرة أخرى فقد تحولت إلى شخصية بارزة في المدينة وأصبحت زعيمة للفن والذوق والتأثير الوجداني على الجميع، وقد تزوجت من تاجر ثري في مدينتها اسمه (أندروس) وأنجبت منه ابنتها الوحيدة كلايس ، وكانت تقول عنها إنها تشبه الزهرة الذهبية وانها لا يمكن أن تفرط فيها ولو أعطيت بدلاً منها تاج مدينتها الغالية.
توفي زوجها بعد سنوات قليلة من الزواج، وورثت عنه ثروة ضخمة أتاحت لها تفتح أول مدرسة معروفة في التاريخ لتعليم الفتيات فنون الشعر والموسيقى والسلوك المهذب.
في هذه المدرسة كانت سافو هي الأستاذة الأولى والوحيدة فهي لم تكن فقط شاعرة، بل كانت ذات موهبة موسيقية كبيرة وصاحبة صوت جميل وعذب. ولذلك كانت تكتب قصائدها وتلحنها وتغنيها (كلنا بننبهر بمن ذلك الان مع كل التكنولوجيا المتاحة)، انفردت بأضافة وزناً جديداً إلى الأوزان الشعرية التي كانت شائعة في عصرها معروفاً حتى الآن باسمها وهو الوزن السافوني في الشعر اليوناني.
علاقتها بتلميذات مدرستها كانت علاقة حميمة مليئة بالعاطفة الإنسانية مثل أشعارها الجميلة، فقد كانت الشاعرة حقا محبة لتلميذاتها وفية لهن تأخذ عملها في تدريبهن على الغناء والموسيقى والشعر والرقص مأخذ الجد وكانت أشعارها العاطفية حول تلميذاتها صادقة في التعبير عن العواطف الطبيعية والتي تنشأ عن عمق الألفة والتفاهم والمشاركة في الاحساس بجمال الطبيعة وجمال المشاعر الإنسانية المختلفة، وكان هذا مصدر النغمة العاطفية العالية في قصائدها. (هل سبقت علم النفس الحديث وعلماء السلوك الانساني؟)
لم يبق من شعر سافو سوى قصيدتين كاملتين هما «الى المحبوبة» و «انشودة الى أفروديت» وشذرات من قصائد كثيرة تدلّ على ان شعرها لم يكن قليلاً، وقد تعرض لحروب متصلة ودائمة وببلغ من قوة أعدائها والذين أساءوا فهمها أن الكنيسة أمرت سنة 1073م بإحراق أشعارها جميعا، ورغم هذا الحريق فقد احتفظ الناس في وجدانهم بما بقي من
هذا الشعر وحرصوا عليه أشد الحرص.
الطريف اكتشاف الباحثين عن الآثار في مصر عددا من قصائد (سافو) في التوابيت وأصبحت هذه القصائد جزءاً من تراثها المعروف الآن (تخيلوا كم كانت رائعة لدرجة ان يأخذ البعض شعرها معهم الي القبر).
شاركني رأيك