أماتوني وأنا حيّة .. لِيفجعوا الأصحابَ بِموتِي .. أو لِيفجعونِي بِي !

14 التعليقات

هذا العالم النتِن الشاذْ !

في هذا العالم الألكتروني الغريب , عليكَ أن تتنبه لِقلبِك , أن لاتصدق كل الأخبار التي تأتيكَ من خلالِه !
لاتنشر خبراً مالم تتأكد منه ...

منذ فترة ... صدمني خبر وفاة إحدى الصديقات ممن تعرفت عليهن في عالم الفيس بوك , فُجعت جداً وكانَ قلبي يدمي من وجعه .. رغم أننا لم نتحدث مُطولاً مع بعضنا قَط ... إلا أن سماع موت أحدهم وإن كنتَ لاتعرفهُ يُثيرُ في نفسكَ مواطن وجعها .. رغم أننا نعلم أن الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لابد لنا أن نُصدقها ..
سمعت خبر تلك الفتاة وكرهتُ وقتها الحياة ... إلا أنها في المساء عادت بنفسها لتقول أنها بخير وأن أحداً ما قام بِسرقة هاتفها .. وكتب أنها توفيت ... وأستعجبت وإستغربت , ماذا سيستفيد هذا السارق ؟ إن نشر خبراً كهذا !

منذ أيامٍ أيضاً , صدمني وفجعني جداً خبر وفاة أعز الأصدقاء , قيل أنه إستشهد في أحداث الثورة المصرية , كنتُ  غير مُصدقة الخبر .. كذبته من كل قلبي .... فجاء أيضاً في المساء لِيخبرنا أنه بخير وأن شخصاً ما قام بسرقة هاتفه ليقول لأهله هذا .. ولا أعرفُ أيضاً ماذا إستفاد هذا الشخص من إيلامنا ونشره خبراً لن يُفيده في أي شيء .

واليوم .. ها أنا ذي أقف أمام ذات الموقف .. مُستغربة , مندهشه .. مروّعة ... خائفة ... حزينة ... وكل مشاعر الكون تختلطث بداخلي ... أتاني إتصال هاتفي من زوج
أختي , قال  : ماهذا الخبر المنتشر على فيس بوك ... قلت : ماذا هناك ...
قال لي الآن أنتِ في عداد الأموات يقرأونَ عليكِ الفاتحة , وأصحابك مفجوعون لفراقك .. ضحكت وخلته يمزح معي .. قال ماهذا بِحق .. قلت ماذا والله لا ادري عمّ تتحدث .. قال هناك اشاعه في فيس بوك أنكِ متِ ... قلت والله انا صاحية يادوب وماعارفه حاجه ... يمكن حسابي اتسرق ... !!!!!!!!

هو فعلاً سُرِّق ولكن أعاود لِأتساءل ماذا سيستفيد هذا السارق من نشر اشاعةٍ كهذه ؟
إن كان يكرهني هذا الهكر ويقصد أن يؤذيني .. اليس من المفترض أ يطلق إشاعةً أخرى تؤذيني بحق ... كنشره لشيءٍ لا أخلاقي على إحدى صفحاتي ... كتهمةٍ ما ... أليس من الأفضل له ان يشوه سمعتي بدل أن يُميتني وأنا حية .. أسمع خبر وفاتي متداولاً بين الآخرين أسمع بكاءهم عليّ !

أليس عجيباً ما حدث ... أن يتمنى أحداً لك الموت ... ويُميتَك كما شاءَ .. لِتحيا كما يَجِب !

والله أنا في حيرة .. ماذا استفاد من هذه الزوبعة ..
ماذا استفااد ؟

هل صار العالم ... أخبارٌ كاذبه عن موتِ أحدهم .. لِإفجاع آخرين ؟؟
ما هذا العالم الثرثار ... الحقير ... الذي لا يخاف ربه ...... !

هل أعتذر للأصدقاء عن الألم ؟
كيفَ أعتذر لهم  وأنا نفسي أتألم ؟

هل فراق هذا العالم الإفتراضي هذا هو الحل الأمثل للتمتع بالحياة ؟
أم أن الحياةَ بِزوبعتها وضجيجها وكذبها تسكن هذا العالم وأن لا مفر لي منها إلى إليها ؟

وما الحياة ؟ وما الموت ؟
كذبتان سهلتا الإنطلاق , حقيقتان مؤكدتان ذات إشاعة .


إعتذاراتي لدمعاتكم ... ودعواتٌ لقلوبكم المكلومةِ على فراقِي .

أنا هنا ... لم أمتْ ..

_______________________
تمت سرقة كل حساباتي على فيس بوك بتاريخ
السبت 5/12/ 2012م
وتم إغلاق بروفايلي من قبل الهكر
ونشر خبر إشاعة موت سامية جلابي على إحدى صفحاتي
وأنا بريئةٌ من كل خبرِ موتٍ نُسبَ إلى حياتِي 
أنا بالحياة رغم أنها الآن ليست  بي .

أنا حيةٌ أرزق ... والله لم أمتْ ولا لِـ ثانية .. ظللتُ حية طوال الليل ... نائمة لفترةٍ لا بأس بها بالنهار .. أكلت وشربت وتنفست
وأديت صلواتِي .. أعرفُ أنني حية ... والدليلُ أني أكتب .. أليست الكتابةُ أكبر دليلٍ على الحياة .




شاركني رأيك

 

جميع الحقوق محفوظة لـ الدرويشة السمراء